في ليلة رأس السنة الميلادية من كل عام اعتادت أسطح البنايات في العاصمة السودانية الخرطوم على أن تتزين لاستقبال العام الجديد، وكانت محال الحلوى تكتظ بالزبائن ومتاجر الألعاب النارية والمفرقعات بالأطفال، غير أن هذه المشاهد لم تراها الخرطوم في إحتفال 2022
كانت الأندية وصالات الأفراح تعلن قبل وقت كاف حجز المقاعد في حفلات العام الجديد سواء للأسر أو الأفراد، بالإضافة إلى ذلك كانت الحكومة تبرز أهميتها بهذا اليوم لأنه يصادف احتفال استقلال السودان في الأول من يناير من كل عام، أما هذا العام فقد اختفت مظاهر الفرح بين السودانيين سواء على ناحية الشعب أو الحكومة.
في العام المنصرم، كانت قرارات اللجنة العليا للطوارئ الصحية حدت من الاحتفالات وحذّرت من التجمعات بجميع الأماكن العامة، أما هذا العام فلم تصدر اللجنة أي قرار يمنع إقامة الحفلات خاصة كانت أم عامة، وأرجعت خبيرة علم المجتمع عبير عبدالكريم اختفاء الاحتفالات إلى عوامل عدة منها العامل الاقتصادي.
وأضافت ، أن السودانيين يعيشون حياة أقل ما توصف بأنها "صعبة ومعقدة" بسبب الاضطرابات السياسية التي أثرت بدورها على حياة السودانيين، وأوضحت: "لا ننسى الظروف الاقتصادية القاسية التي كبّلت حركة البيع والشراء، وبات الهم الأساسي للأسر توفير الحد الأدنى لمتطلبات الأكل والشرب والعلاج، لأن التضخم بات شبحا ألقى بظلاله على الأسعار".
ويرى الطبيب حسام علي محمود أن التغييرات التي حدثت في البلاد هي امتداد لتغير الإنسان السوداني نفسه، وقال إن ما يحدث من تراجع لأشكال الاحتفال بالعام الميلادي الجديد ما هو إلا حالة عابرة ولظروف لحظية سوف تنتهي بانتهاء الأسباب، وتفاءل بعودة الزخم والطرب لسماء الخرطوم، وسوف تعود كما كانت وأجمل.
الكنائس تغلق أبوابها
الطائفة المسيحية كانت في السابق تقوم باحتفال للعام الجديد يشهده المئات من السودانيين، هذا العام اختلف الوضع عما اعتادت الكنيسة القيام به حيث قرر نيافة الأنبا صرابامون إلغاء احتفال رأس السنة الميلادية المقرر، الجمعة بدار المحبة مساء، مراعاة لمشاعر أسر المتوفين والمصابين من أبناء السودان.
تعليق