تحالف "صمود" يطرح خارطة طريق لإنهاء الحرب في السودان وسط انتقادات وجدلية واسعة
في خطوة تهدف إلى تحريك المياه الراكدة في المشهد السياسي السوداني، كشف تحالف قوى الثورة المدني الديمقراطي "صمود" بقيادة عبد الله حمدوك عن رؤية جديدة لإنهاء الحرب، سلّمها لعدد من القوى السياسية داخل وخارج التحالفات المعارضة. تضمنت الرؤية وقفاً دائماً لإطلاق النار، وإصلاح المؤسسات العسكرية، وتحقيق العدالة الانتقالية، والدخول في مرحلة مدنية انتقالية تمتد لعشر سنوات. غير أن المبادرة، رغم جرأتها، وُوجهت بردود فعل متباينة بين الترحيب والتحفظ.
وتسعى الرؤية إلى تأسيس دولة مدنية فدرالية محايدة دينياً، مع حظر حزب المؤتمر الوطني ومنعه من العودة للحياة السياسية. وشملت خارطة الطريق ثلاثة مسارات رئيسية: إنساني، وعسكري، وسياسي، إلى جانب فترتين انتقاليتين، الأولى تأسيسية والأخرى تقودها حكومة منتخبة. لكن أطرافاً قريبة من الجيش اعتبرت المبادرة تفتقر إلى الواقعية والآليات العملية، متهمة التحالف بمواصلة الرهان على "التمرد" في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
في المقابل، دافع قادة تحالف "صمود" عن رؤيتهم، مؤكدين أنها تمثل دعوة للحوار لا مشروعًا مفروضًا، وتهدف إلى فتح مسار سياسي شامل لا يُقصي أحداً. واعتبر محللون أن تسليم الرؤية لخصوم سياسيين، بينهم قوى موالية للجيش، يمثل تحولًا ملحوظًا في مواقف "صمود"، لكنه يظل بحاجة إلى تنازلات مؤلمة وتعديلات جوهرية لتحقيق اختراق حقيقي. فالحوار، كما يقول البعض، لا يكتمل إلا مع الفاعلين في الأزمة مهما كانت الخلافات، لأن السلام لا يصنعه المنتصرون وحدهم.
1 تعليقات
تحالف صمود بيطرح خطة إنهاء الحرب، لكن الجدال والانتقادات ما ساكتة
رد