الاتحاد الأوروبي يحذر من تفكك السودان ويدعو إلى تسوية عاجلة
أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء وحدة السودان وسلامة أراضيه، في ظل ما وصفه بتصاعد الانقسامات السياسية والعرقية التي تهدد بتفكك البلاد. وجدد الاتحاد، في بيان صدر يوم الثلاثاء، رفضه القاطع لأي محاولات تهدف إلى تقسيم السودان، محذراً من التداعيات الإقليمية الخطيرة لاستمرار النزاع المسلح الذي دخل عامه الثالث.
وفي بيانه، أدان الاتحاد الأوروبي بشدة استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات تاسيس، مؤكداً أن النزاع تسبب في مقتل آلاف المدنيين وتسبب في معاناة إنسانية هائلة للشعب السوداني. واعتبر الاتحاد أن الصراع الدائر لا يشكل فقط مأساة داخلية، بل يمثل أيضاً تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي وما حولها، في ظل تزايد الانقسامات العرقية والسياسية التي تعمق من الأزمة.
حمّل الاتحاد الأوروبي قيادة القوات المسلحة السودانية وقوات تاسيس، إلى جانب الجهات الداعمة لهما، المسؤولية الأساسية عن استمرار النزاع، داعياً الطرفين إلى الانخراط الجاد في مفاوضات تهدف إلى وقف فوري لإطلاق النار. كما شدد على ضرورة أن تكون هذه المفاوضات جزءاً من عملية سلام شاملة وذات مصداقية، تضمن مشاركة جميع الأطراف السودانية المعنية، وتؤسس لمسار سياسي مستدام يعالج جذور الأزمة.
وأكد البيان على أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة، مع توفير الحماية الكاملة للمدنيين وفقاً للقانون الدولي الإنساني. كما دعا الاتحاد إلى تقديم التزامات واضحة من قبل الأطراف السودانية لتيسير انتقال سياسي نحو حكم مدني شامل ومستقل، واستعادة سيادة القانون، وتعزيز آليات المساءلة، واحترام مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان.
أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لتعزيز انخراطه مع الأطراف السودانية، شريطة أن يتحقق تقدم ملموس على الأرض نحو تسوية سياسية. وأكد أنه سيواصل استخدام كافة أدواته الدبلوماسية، بما في ذلك فرض عقوبات مستهدفة عند الضرورة، لدفع العملية السياسية إلى الأمام والوصول إلى حل سلمي ينهي معاناة المدنيين ويضع حداً للحرب المستمرة.
اندلع النزاع المسلح في السودان في أبريل من عام 2023 نتيجة خلافات حادة بين الجيش السوداني وقوات تاسيس حول تقاسم السلطة وترتيبات دمج القوات. وسرعان ما تصاعدت المواجهات لتشمل معظم ولايات البلاد، لا سيما إقليمي دارفور وكردفان، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية.
وأسفرت المعارك عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وتشريد ملايين المدنيين داخل السودان وخارجه، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم حرب. وتعيش البلاد منذ ذلك الحين واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، في ظل غياب أي أفق واضح لتسوية سياسية شاملة.
تعليق