واصل رئيس الوزراء الإثيوبى، آبى أحمد، محاولات الهروب للأمام من الأزمات الداخلية التى تواجهها إثيوبيا حاليًا بمحاولة إطلاق تصريحات جديدة لإشغال الرأى العام الداخلى الإثيوبى، كاشفا نية إثيوبيا بناء أكثر من 100 سد صغير ومتوسط فى مناطق إقليمية مختلفة بإثيوبيا فى السنة المالية الجديدة المقبلة
وأشار رئيس الوزراء الإثيوبى إلى أنه من المقرر أن يتم بناء أكثر من 100 سد صغير ومتوسط الحجم فى مناطق مختلفة، بحلول عام الميزانية الإثيوبية المقبلة، والذى سيكون له دور فعال فى الإنتاج الزراعى، لافتا إلى أنه يجب على الإثيوبيين بجميع أطياف المجتمع أن يتكاتفوا لتحقيق مثل هذه الطموحات الحاسمة وغيرها من البرامج التنموية.
وفيما يتعلق بعلاقة إثيوبيا مع بقية دول العالم، أكد آبى أحمد أن الدبلوماسية هى مظهر من مظاهر إثيوبيا، باعتبارها أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية والأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الأصوات التى سُمعت مؤخرًا ضد إثيوبيا، ليست قائمة على الحقائق الواقعية، وتهدف إلى تقويض العلاقات الدبلوماسية طويلة الأمد لإثيوبيا على الساحة العالمية.
واعتبر الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبى تأتى فى إطار الوعود الانتخابية للناخبين، مؤكدا أن إثيوبيا ليس لديها الإمكانيات التى تسمح لها ببناء هذه السدود الصغيرة.
وقال شراقى: «آبى أحمد يحاول من خلال مثل هذه التصريحات والوعود الانتخابية أن يظهر أمام الشعب الإثيوبى كبطل»، مؤكدا أنه كان من مصلحة إثيوبيا بناء مئات السدود الصغيرة وليس بناء سد ضخم مثل سد النهضة.
وقال: «علميًا، من المعروف أن دول منابع الأنهار الدولية من مصلحتها بناء سدود صغيرة موزعة فى الأودية، وعلى الجبال، ولا تسبب أى ضرر على دول المصب، وليس بناء خزان مياه ضخم أسفل الجبال، لن يستفيد منه السكان فى شىء، حيث إن إعادة توزيع المياه من الخزان الكبير على المناطق الجبلية مستحيلة»، مضيفًا أن عكس هذا الأمر فى دولتى المصب، حيث إن الأرض مسطحة ومنبسطة ويمكن لها أن تشيد سدودا ضخمة، وتستطيع إنشاء شبكة من الترع والقنوات لتوزيع هذه المياه.
وأشار فى هذا الصدد إلى أن مصر على سبيل المثال، باعتبارها دولة مصب، استطاعت حفر 50 ألف كيلومتر من الترع والقنوات، ولديها واحدة من أطول الترع فى العالم، وهى ترعة الإبراهيمية، التى يصل طولها إلى 300 كيلومتر، لافتا الى أن المياه تجرى بالجاذبية، ولذلك فإن المياه فى دولتى المصب يتم نقلها دون رفع، عكس دول المنابع.
وأعاد الشراقى التأكيد على أن دول المنابع لا تستفيد من السدود الضخمة، مشددا على أن سد النهضة على سبيل المثال هو سد سياسى وليس تنمويًا.
وقال: «الحكومة الإثيوبية تضلل شعبها، فالمياه لن تفيد الإثيوبيين الموجودين على الجبال، وكان الأفضل بالنسبة لهم بناء سدود صغيرة يستفيدون منها ولا تسبب أى ضرر على دولتى المصب»، مضيفًا أن الحكومة الإثيوبية تحاول استغلال سد النهضة سياسيًا بتصوير أنه أكبر سد فى إفريقيا، مشددا على أن الحكومة الإثيوبية أنفقت حتى الآن على هذا السد حوالى 8 مليارات دولار، دون أن يكون له أى فائدة على الشعب الإثيوبى الذى خسر كل هذه الأموال الطائلة فى سبيل مجد زائف، يبحث عنه رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد.
وأكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة مجددًا أن تصريحات آبى أحمد الجديدة ببناء 100 سد صغير على الجبال، مجرد وعود انتخابية، والحكومة الإثيوبية لن تستطيع تنفيذ هذا العدد الكبير من السدود الصغيرة التى هى فى ذات الوقت ينبغى ألا تسبب أى قلق للشعب المصرى، لأنها لن تسبب أى ضرر على دولتى المصب.
وقال إنه مسموح لدول المنابع ببناء مثل هذه السدود الصغيرة، وذلك دون تشاور مع دولتى المصب، وذلك بالنظر لأنها لا تسبب أى ضرر، أما فى حال بناء سدود كبيرة، فيجب عليها التشاور والتفاوض مع دولتى المصب.
تعليق