الأحد، 15 أغسطس 2021

KBenj

هل جولة المبعوث الأمريكي فيلتمان تُنقذ إثيوبيا من التقسيم؟

KBenj بتاريخ عدد التعليقات : 0

 يبدأ المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان اليوم الأحد جولته الثالثه في منطقة القرن الافريقي منذ توليه لمهام منصبه في شهر إبريل الماضي، في محاولة لإنقاذ إثيوبيا من التقسيم الى عدة دويلات كما حدث في البلقان



جولة فيلتمان التي تستمر لمدة 9 أيام «15 – 24 أغسطس» 3 محطات حيث تشمل جيبوتي وإثيوبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ومن المقرر أن يعقد المبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الافريقي اجتماعات مع كبار المسؤولين في الدول الثلاث لمناقشة الفرص المتاحة أمام الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز السلام ودعم الاستقرار والازدهار في إثيوبيا حيث يدور صراع عسكري بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تحرير تيجراي، إضافة إلى الوضع في منطقة القرن الأفريقي بصفة عامة.

وقبيل الزيارة حث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد شهور من الصراع.

وكتب في تغريدة الخميس: «جلبت شهور من الحرب معاناة هائلة وانقسام بين صفوف شعب عظيم وهو ما لا يمكن إصلاحه عبر المزيد من القتال».

وتأتي زيارة المبعوث الأمريكي للمنطقة في وقت يشتد فيه الصراع العسكري في إثيوبيا ليمتد من إقليم تيجراي إلى إقليمي أمهره وعفر حيث تحقق جبهة تحرير تيجراي انتصارات متتالية وذلك بحسب ما تعلن عنه الحركة.

وازاد الوضع تعقيدا عقب إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد استئناف العمليات العسكري ضد جبهة تحرير تيجراي ووقف العمل بالهدنة التي سبق أن أعلن عنها في شهر يوليو الماضي، إضافة إلى دعوته للمواطنين الإثيوبيين للالتحاق بالجيش الإثيوبي والمشاركة في العمليات العسكرية ضد الجبهة.

كما تأتي جولة فيلتمان بعد أيام من إعلان الحكومة الإثيوبية رفضها للمبادرة السودانية التي كانت تحظي بدعم أمريكي بالوساطة بين الحكومة الإثيوبية الفيدرالية وجبهة تحرير تيجراي تحت ذريعة أن السودان طرف غير محايد، وهو الأمر الذي ردت عليه الحكومة السودانية بقرار سحب السفير السوداني من أديس أبابا للتشاور.

ويثير كثير من المراقبين التساؤل حول ما إذا كان رئيس الوزراء الإثيوبي سيتجاوب مع الجهد الأمريكي لتحقيق الاستقرار في إثيوبيا، وتصبح جولة جيفري فيلتمان في إثيوبيا وجيبوتي والإمارات ستمثل طوق النجاة لأبي أحمد للخروج من المأزق الذي وضع فيه بلاده نتيجة لسياساته التي تثير حالة من الغضب في كثير من الأقاليم الإثيوبية؟.

تحالف بين جبهة تحرير تيجراي وجيش تحرير أورمو

وفي تطور لافت أعلن في ختام الأسبوع الماضي عن قيام تحالف عسكري بين جبهة تحرير تيجراي وجيش تحرير أورمو لتنسيق الجهود العسكرية بين الجانبين ضد الجيش الإثيوبي الفيدرالي.

وقال زعيم جيش تحرير أورومو كومسا ديريبا، لوكالة أسوشيتيد برس: «الحل الوحيد الآن هو الإطاحة بهذه الحكومة عسكريًا، والتحدث باللغة التي يريدون التحدث بها».وأضاف أن «الاتفاق تم التوصل إليه قبل أسابيع قليلة بعد أن اقترحته قوات تيجراي، لقد اتفقنا على مستوى من التفاهم للتعاون ضد نفس العدو، خاصة في التعاون العسكري».

من جانبه، قال المتحدث باسم حكومة تيجراي جيتاشو ردا «أن ‏قوات تيجراي مستعدة لنقل القتال إلى أديس أبابا من أجل إنهاء الحصار المفروض على إقليم تيجراي».

ويقول عبدالقادر الحيمي الخبير السوداني في شؤون القرن الافريقي: إن نظام رئيس الوزراء الإثيوبي بدأ في الانهيار وليس لديه جيش على الإطلاق لتفككه، مشيرا إلى أن التيجراي كانوا هم النواة الصلبة للجيش الاثيوبي وهم حاليا أقوى عسكريا من القوات الحكومية حيث يملكون حاليا كل أسلحة الجيش الإثيوبي السابق.

وتوقع الحيمي أن يلقي الرئيس الإريتري اسياس أفورقي بثقله مجددا ويتدخل في الصراع بدعم الحكومة الاثيوبية الفيدرالية عسكريا ضد جبهة تحرير تيجراي.

فيلتمان عقب جولته الأولى في المنطقة: نشعر بقلق عميق إزاء زيادة الاستقطاب السياسي والعرقي في جميع أنحاء إثيوبيا

وأكد فيلتمان أن وجود إثيوبيا كدولة ذات سيادة وموحدة هو جزء لا يتجزأ من الرؤية الامريكية، ومع ذلك، فإننا نشعر بقلق عميق إزاء زيادة الاستقطاب السياسي والعرقي في جميع أنحاء اثيوبيا، فالفظائع التي ترتكب في تيجراي والحجم الهائل لحالة الطوارئ الإنسانية هي أمر غير مقبول.

وقال: «وستعمل الولايات المتحدة مع حلفائنا وشركائنا الدوليين لتأمين وقف إطلاق النار وإنهاء هذا الصراع الوحشي وتوفير المساعدة المنقذة للحياة التي تمس الحاجة إليها ومحاسبة المسؤولين عن خرق وانتهاك حقوق الإنسان».

وأكد فيلتمان أن وجود القوات الإريترية في إثيوبيا يتعارض مع هذه الأهداف، ولذلك، فقد أكد المبعوث الخاص فيلتمان للرئيس أسياس أفورقي في أسمرة على ضرورة انسحاب القوات الإريترية من إثيوبيا على الفور.

جدير بالذكر أن الصراع العسكري بين الحكومة الاثيوبية الفيدرالية وجبهة تحرير تيجراي بدأ في شهر نوفمبر الماضي عندما أرسل رئيس الوزراء آبي احمد الجيش الفيدرالي إلى إقليم تيجراي للإطاحة بجبهة تحرير شعب تيجراي.

وقال آبي أحمد وقتها إن هذه العملية جاءت ردا على هجمات نفّذتها الجبهة ضد معسكرات للجيش الاثيوبي في الإقليم، وأعلن رئيس الوزراء الاثيوبي انتصار الجيش الاثيوبي على قوات الجبهة بعد السيطرة على عاصمة الإقليم «ميكيلي» .

وفي تطور دراماتيكي استعادت قوات جبهة تحرير تيجراي السيطرة من جديد على ميكيلي وانسحب الجيش الاثيوبي من الإقليم واستطاعت الحركة أسر آلاف الجنود الاثيوبيين.

ونتيجة للانتصارات المتلاحقة للجبهة أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد وقفا أحاديا لإطلاق النار لاعتبارات إنسانية حسب وصفه، وبالرغم من هذا واصلت قوات جبهة تحرير تيجراي عملياتها العسكرية ضد الجيش الاثيوبي والميليشيات المتحالفة معه في إقليمي امهرة وعفر، واستطاعت السيطرة منذ أيام على مدينة لاليبيلا وهي منطقة في اقليم أمهرة تضم كنائس مصنفة من التراث العالمي من قبل اليونسكو.

هل جولة المبعوث الأمريكي فيلتمان تُنقذ إثيوبيا من التقسيم؟
تقييمات المشاركة : هل جولة المبعوث الأمريكي فيلتمان تُنقذ إثيوبيا من التقسيم؟ 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

تعليق