دولة الإمارات النموذج العالمي الأمثل لمنهجية بناء المستقبل
أكدت خبيرة الدراسات المستقبلية العالمية، إيمي ويب، أن منهجية «بناء العالم» الخاصة باستشراف المستقبل في ظل التطوّر التكنولوجي، وثيقة الصلة بدولة الإمارات، إذ إن التفكير المستقبلي كان المنهج الذي تبناه واستخدمه الآباء المؤسسون، عندما تصوّروا وصمموا مستقبلاً تزدهر فيه الثقافة والتجارة، منذ التفكير في تأسيس الاتحاد، معتبرة أن دولة الإمارات باتت النموذج العالمي المتكامل والأمثل في الوقت الحالي لمنهجية بناء المستقبل.
كيف نتبنّى منظوراً مستقبلياً في التفكير؟
وقالت ويب، خلال أولى المحاضرات الرمضانية لـ«مجلس محمد بن زايد»، تحت عنوان «التكنولوجيا والاتجاهات الناشئة.. كيف نتبنّى منظوراً مستقبلياً في التفكير؟» : «يجب أن نعلم جميعاً ونقتنع بأن التأثير المستقبلي للتطوّر التكنولوجي على العالم قادم لا محالة، وعلينا أن نفكر في استراتيجية إدارة هذا التغيير، سواءً على مستوى القيادات أو الأشخاص»، مشيرة إلى أن التفكير في مستقبل الإمارات وتصوّر ماهية العالم الذي سيعيش فيه سكانها، يحتاج إلى التزام كل من يشغل منصباً قيادياً في مجال ما بممارسة منهج أو تمرين بناء العالم، حتى لو كانت النتائج تناقض الاعتقادات الراسخة.
وأكدت خبيرة الدراسات المستقبلية الأستاذ في كلية «ستيرن» للأعمال بجامعة نيويورك ومؤسسة معهد «فيوتشر توداي»، إيمي ويب، أهمية تطور التكنولوجيا في حياة البشر باعتباره أحد أكبر التغييرات - إن لم يكن أكبرها على الإطلاق - التي شهدها الربع الأول من القرن الـ21، وأن التطور التكنولوجي الهائل من الهواتف الذكية إلى وسائل التواصل الاجتماعي والبث المباشر ومنصات الاجتماعات الافتراضية، واعتماد الجميع عليه صغاراً وكباراً في معظم أنحاء العالم، أدى إلى تغيير الحياة، وتحسين سرعة الأعمال، وتسهيل الاتصالات.
وقالت ويب: «هذا التطوّر المتسارع يدفعنا لطرح عدة أسئلة شديدة الأهمية عن التغييرات المتوقع حدوثها في العالم مستقبلاً، وهل ستكون ذات طبيعة تكنولوجية؟ وكيف ستؤثر هذه التطورات على المجتمع وعملنا وحياتنا؟ وكيف يمكن للقادة توقع هذه التغييرات واستثمارها خلال الفترة المتبقية من القرن الـ21 بما يضمن استفادة الشعوب منها، سواءً في دولة الإمارات والولايات المتحدة والعالم؟».
استراتيجية إدارة التغيير
وأضافت: «يجب أن نعلم جميعاً ونقتنع بأن التأثير المستقبلي للتطوّر التكنولوجي على العالم قادم لا محالة، وعلينا أن نفكر في استراتيجية إدارة هذا التغيير، سواءً على مستوى القيادات أو الأشخاص، ولتصميم حلول للعصر القادم تتمحوّر حول الإنسان، لابد من استخدام منظور بناء العالم، إضافة إلى دمج التقنيات والعلوم الناشئة، حتى لو كان هذا العلم - مثل الهندسة الحيوية - يتحدى معتقداتنا الراسخة».
وشهدت المحاضرة عرض مادة فيليمة (فيديو)، استعرض نماذج التفكير المستقبلي في الإمارات، والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات الصناعية والزراعية والبيئية، كما ألقى الضوء على أهمية نموذج «نور» الذي أطلقه معهد الابتكار التكنولوجي، الذي يعد أكبر نموذج معالجة طبيعية للغة العربية، وتحسين جودة تعليمها في العالم حتى الآن، وكذلك واقع ومستقبل تطبيق «شات جي بي تي».
تحديات تواجه البشرية
تُعد محاضرات مجلس محمد بن زايد سلسلة معرفية مستمرة، تهدف إلى معالجة الموضوعات المتصلة بالإنسان والمجتمع، حيث تركز على التحديات والفرص التي تواجه البشرية خلال التطور المستمر للمجتمع والثقافة والتكنولوجيا، إضافة إلى كيفية تصدي المجتمع لتحديات المستقبل من خلال التصميم والتخطيط والابتكار الذي يركز على الإنسان.
تعليق