خالد سلك : النظام السابق يسعى لتوسيع النزاع في السودان إلى خارج الحدود
أعرب القيادي في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية، خالد عمر يوسف، عن أسفه العميق للأحداث المؤسفة التي تعرض لها بعض أبناء جنوب السودان في ولاية الجزيرة، حيث تعرضوا للاعتداء من قبل عناصر من القوات المسلحة وكتائب الإسلاميين المتعاونين معها. وأكد يوسف أن هذه الاعتداءات تثير ذكريات مؤلمة عن الممارسات التي أدت إلى انقسام البلاد في السابق، مما يعكس استمرار التوترات والعنف في المنطقة.
وأوضح يوسف أن النظام السابق لم يكتفِ بإشعال النزاع داخل السودان، بل يسعى أيضاً لتوسيع نطاقه إلى الدول المجاورة. وأكد أن العقلية العنصرية والإرهابية التي تميزت بها تلك الفئة لم تتغير، مشيراً إلى أنهم لم يتعلموا من دروس الماضي ولم ينسوا ما حدث. هذه التصريحات تعكس قلقاً عميقاً من استمرار النزاعات وتأثيرها على العلاقات بين الدول.
كما أشار يوسف إلى أن جنوب السودان كان ملاذاً آمناً لكل من فر من ويلات الحرب في السودان، حيث قدم لأبناء السودان الذين استقروا فيه الحماية والكرم. وحذر من أن العلاقات بين البلدين ستظل متأثرة بالتاريخ والجغرافيا والثقافات المتداخلة. وأعرب عن رفضه للأحداث التي شهدتها جوبا ضد السودانيين، مشيداً بوقفة أبناء الجنوب ضد هذه الأفعال، بالإضافة إلى جهود حكومة جنوب السودان في التصدي لها بحزم وسرعة.
وأردف يوسف أن الحرب التي تعصف بالبلاد حالياً هي امتداد لحروب السودان منذ عام 1955، مشيراً إلى أن ذلك يكشف الحاجة الماسة لمعالجة الجذور بطريقة منصفة وشاملة وعقلانية، بعيداً عن فرض مشاريع أحادية باستخدام القوة.
وأضاف أن انقلاب الجبهة الإسلامية القومية أدى إلى تقسيم البلاد، وخلّف إبادة جماعية في دارفور ومجازر مروعة في جبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان.وأوضح يوسف أن حملة مشروع الحركة الإسلامية الإرهابية يواصلون إشعال الحروب في البلاد لتحقيق أهدافهم الدموية التي تضر الجميع.
وأكد أن ثورة ديسمبر المجيدة مثلت فرصة لإنهاء هذا المشروع الظلامي، ولإيجاد مصالحة بين أبناء السودان شمالاً وجنوباً مع ماضيهم وحاضرهم، لأجل بناء مستقبل أفضل للجميع.وقال يوسف إن أول زيارة لرئيس وزراء الثورة، عبد الله حمدوك، كانت للعاصمة الجنوبية جوبا، حيث أسهمت جوبا في وقف الحرب في السودان.
وشدد على أن الثورة جاءت لتنهى عصور الظلام، مشيراً إلى أن الحرب هي آخر محاولة لإفشال الفرصة التاريخية لتصحيح أخطاء الماضي وفتح صفحة جديدة خالية من الدماء والقهر والكراهية والعنصرية. وأكد أن السودان يجب أن يكون وطنًا يحتضن جميع قومياته بعدالة وإخلاص.
وفي الأيام الأخيرة، شهدت ولاية الجزيرة، وبالتحديد منطقة الكنابي، سلسلة من الانتهاكات تُعزى إلى القوات المسلحة السودانية والمليشيات المتحالفة معها ضد المدنيين. وقد شملت هذه الانتهاكات عمليات قتل وتنكيل لمجموعات عرقية وإثنية معينة، خاصة من سكان الكنابي.
وأثارت هذه الأحداث ردود فعل غاضبة محلياً ودولياً، حيث أدانت منظمات حقوق الإنسان هذه التصرفات ووصفتها بأنها جرائم حرب.ومنذ أبريل 2023، يشهد السودان نزاعًا مسلحًا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى أزمات إنسانية خانقة شملت مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.وقد زادت هذه الحرب من تعقيد الوضع السياسي والاقتصادي في السودان، وسط دعوات دولية متواصلة لإيجاد حل سلمي ينهي المعاناة ويعيد الاستقرار.
تعليق