د. بكري الجاك يكتب عن مغالطات الخطاب العام عن الحرب وسبل ايقافها
من متابعة لصيقة لحوارات بين بعض المحسوبين على التيار المدني الرافض للحرب و بعض من الداعمين للقوات المسلحة في الحرب سواء بأن الحرب فى طبيعتها غزو اجنبي او انها مبررة للدفاع عن مؤسسات الدولة او من الذين صدقوا سردية الكرامة التي اتضح ان أصلها هو الصراع حول السلطة و الكراسي اي كرامة بالزبادي و الذهب، لا حظت ان هناك مغالطتين يتم تكرارهما بتعمد او ما يعرف بقصد الجهل او جهل القصد:
المغالطة الاولى ان الموقف الرافض للحرب هو محايد تجاه الحرب و هذا هو عين تعمد سوء الفهم، الموقف الرافض للحرب ليس محايدا تجاه الحرب بل يقول انه لا يمكن حل الازمة الوطنية (حرب ١٥ أبريل لا يمكن مقاربتها دون فهم جوهر الأزمة الوطنية التى هي سبب ظاهرة تعدد الجيوش و شرعنة حمل السلاح كوسيلة للتعبير السياسي بالسلاح وبالحرب)، هذا ليس حيادا تجاه الحرب و الموقف من أطرافها و مليشياتها يبني على الموقف من الحرب نفسه وليس العكس.
وصف القوى المدنية الرافضة للحرب و الساعية لحلول سياسية بانها محايدة إزاء القتل و السحل و الاغتصاب محض تدليس، و طال الزمن ام قصر سنأتي جميعا الي الحلول السياسية بعد ان رفع اطراف الحرب كلفة الحلول السياسية (انظروا الى حجم الخراب و الدمار فى كل أنحاء البلاد) و دفعوا البلاد نحو استقطاب اجتماعي و سياسي لا شبيه له و افقروا الناس و اصبح دعاة الحرب هم فقط من يملك المال و السلاح و الوصاية الاخلاقية حول صحة المواقف.
تعليق