أسعار العملات مقابل الجنيه السوداني في السوق السوداء والبنوك
في وقت تتجه فيه الأسواق العالمية إلى تقييم أداءها مع نهاية العام، يبرز السودان كأحد أكثر الاقتصادات هشاشة في المنطقة، حيث استقرت أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025 عند مستويات تاريخية، فيما تشير تقارير دولية حديثة وفق متابعات موقع اخبار السودان إلى أن البلاد تواجه أزمة ممتدة قد تدفع العملة الوطنية إلى مستويات أكثر انهياراً مطلع العام المقبل .
بيانات Trading Economics لشهر نوفمبر 2025 أظهرت أن معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 28%، فيما ارتفع الدين العام إلى أكثر من 270% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو من أعلى المعدلات في القارة. هذه المؤشرات تعكس ضغوطاً مالية غير مسبوقة، مع ارتفاع معدلات البطالة إلى 20.8% وتراجع الاستثمارات الخاصة والعامة بشكل حاد.
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، ارتفع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني بأكثر من 560%، حيث كان متوسط السعر حينها أقل من 560 جنيه للدولار الواحد، ليصل اليوم إلى 3700 جنيه في السوق الرسمية و3600 في السوق الموازي. هذه القفزة التاريخية تؤكد حجم الانهيار النقدي الذي يعيشه السودان.
وفقاً لتقديرات المؤسسات الاقتصادية الدولية، فإن الجنيه السوداني قد يتجاوز مستوى 5000 جنيه لكل دولار بحلول مطلع عام 2026 إذا استمرت الحرب، خصوصاً مع دخول موسم الاستيراد المكثف للسلع قبيل شهر رمضان، حيث يرتفع الطلب على المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية. هذا السيناريو يهدد بموجة تضخمية جديدة قد تدفع ملايين السودانيين إلى حافة المجاعة.
تقرير African Development Bank حول التوقعات الاقتصادية لعام 2025 أشار إلى أن السودان يعاني من فجوة كبيرة في الحساب الجاري وعجز مالي متزايد، مع انهيار الإيرادات الحكومية وتراجع الصادرات الزراعية والذهبية . هذه الأوضاع تجعل من أي إصلاح اقتصادي أمراً بالغ الصعوبة في ظل استمرار النزاع المسلح.
السودان يقف أمام أزمة اقتصادية غير مسبوقة، حيث تهاوى الجنيه السوداني إلى مستويات تاريخية، وارتفعت أسعار العملات الأجنبية بشكل قياسي، فيما تشير التوقعات إلى استمرار الانهيار ما لم يتم وقف الحرب فوراً. استمرار النزاع سيجعل من تجاوز حاجز 5000 جنيه للدولار أمراً شبه مؤكد مع بداية العام المقبل، وهو ما ينذر بانفجار اقتصادي واجتماعي واسع النطاق.
تعليق