وبالتزامن مع جهود الحكومة الانتقالية لتقليل الاضرار الناجمة عن الفيضان، والجهود الشعبية والرسمية التي تبذل لمنع تكرار أضرار فيضانات العام الماضي، هطلت يومي الجمعة والسبت أمطار تبعتها سيول غزيرة، مما أحدث أضرارا في عدد من مدن ومناطق البلاد، وحولت معظم شوارع وأحياء العاصمة إلى بحيرة من المياه.

وتضاربت الأنباء حول الخسائر البشرية والمادية؛ ففي حين تحدثت تقارير عن حالات وفاة في مختلف انحاء البلاد؛ والأرقام الرسمية تتحدث عن أقل من 10 حالات وفاة منها 6 حالات بولاية الجزيرة.

ورصد ناشطون انهيار أكثر من ثلاثة آلاف منزل بشكل جزئي أو كلي في عدة مناطق من بينها مدينة الباوقا في ولاية نهر النيل، وشيخ شريف في الولاية الشمالية والفاو في شرق البلاد.

ويتزايد الاحتياج أكثر للخدمات الصحية والأدوية والمعدات الطبية. وطالبت لجنة الفيضانات السودانية القاطنين في الخرطوم وشمالها اتخاذ كافة الاحتياطات الآزمة حمايةً للأنفس والممتلكات.

وأوضحت اللجنة أن إيراد النيل الأزرق عند الحدود السودانية الإثيوبية بلغ 629 مليون متر مكعب حيث سجل منسوب مياه النيل الأزرق 17.32 سنتيمترا عند إحدى محطات القياس بولاية سنار القريبة من الحدود الإثيوبية والتي كانت إحدى أكثر المناطق المتضررة من فيضانات العام الماضي.

وزير الصحة بالولاية الشمالية أبوزر محمد، أكد على ان حكومة الولاية أجرت منذ وقت مبكر استعدادات كثيفة للحيلولة دون وقوع خسائر كبيرة.

وأوضح الوزير، أن حكومة الولاية الشمالية وفرت مخزونا كافيا من الأدوية ومواد الرش للباعوض، ووضعت خططا لتفادي الكوارث الصحية التي حدثت في خريف العام الماضي.

وفقا لبيان رسمي صادر عن وزارة الري السودانية فقد بلغ منسوب النيل عند ولاية الخرطوم الثلاثاء 17.10 متراً، متجاوزاً منسوب الفيضان بـ 60 سنتمتراً ومبتعدا بمقدار 56 سنتيمترا فقط عن أعلى مستوى للفيضان في البلاد على الإطلاق والمسجل في أغسطس من العام الماضي والذي أحدث أضرارا بالغة ادت إلى مقتل 117 شخصا ودمرت 100 ألف من البيوت السكنية والمدارس والمنشآت التجارية والخدمية.