الجيش السوداني، يعلن أمس الأربعاء مقتل العشرات من جنوده بمعركةٍ مع إثيوبيا بهدف استعادة منطقة سودانية شرق البلاد منها، وبالتوازي أعلنت جبهة تيغراي إجراءها محادثاتٍ لتشكيل تحالفٍ عسكريٍّ مع متمردين من منطقةٍ أخرى تعدّ الأكثر كثافةً سكانية في البلاد
أعلن رئيس مجلس “السيادة الانتقالي” والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، مقتل 84 جندياً سودانياً خلال معركة استعادة أراضي “الفشقة” شرق البلاد من إثيوبيا.
وخلال خطابٍ وجهه اليوم إلى جنود وضباط “الفرقة السادسة مشاة” في مدينة الفاشر شمال دارفور، قال البرهان إنّ “الجيش سيظل صمام أمان البلاد وعلى جاهزية تامة لحماية حدودها، حيث أنّه قدم 84 شهيداً خلال عملية استعادة الفشقة”، مشيراً إلى أنّ “القوات المسلحة ستبقى في الفشقة للرد على أيّ عدوان يستهدف الأراضي السودانية”.
وشدد قائد القوات المسلّحة على أنّ “الجيش السوداني سيعمل مع الشركاء المدنيين وشركاء السلام خلال فترة الانتقال لبناء السودان ونشر السلام في ربوعه”.
وتدور معارك متقطعة بين الجيش السوداني من جهة وقواتٍ وميليشياتٍ إثيوبية منذ نوفمبر من العام الماضي، لاستعادة أراضي “الفشقة” البالغة نحو مليوني فدان، والتي تفرض إثيوبيا سيطرتها عليها بالقوة منذ نحو ربع قرنٍ من الزمن.
وفي موازاة ذلك، أعلنت قيادات في جبهة تيغراي المتمردة في إثيوبيا، اليوم، أنّها تجري محادثاتٍ لتشكيل تحالفٍ عسكري ينبثق من اتحاد قواتها مع قوات متمردي منطقة أوروميا، الأكثر سكاناً في البلاد، ما من شأنه زيادة الضغوط الممارسة على الحكومة المركزية في أديس أبابا.
وفي السياق، كشف زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، دبرصيون جبراميكائيل، لوكالة “رويترز” أنّ قواتهم تيغراي محادثات مع جيش تحرير أورومو حالياً.
وفي الوقت الراهن، تبسط الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سيطرتها على منطقة تيغراي شمالي البلاد، ولا تزال تخوض حرباً ضد القوات الاتحادية منذ نوفمبر الماضي.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، اتسعت دائرة الصراع لتمتد إلى منطقتين مجاورتين هما عفر وأمهرة، ما أدى إلى نزوح نحو 250 ألفا آخرين، وأثار مخاوف دولية من زعزعة الاستقرار على نطاق أوسع في ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان.
يُشار إلى أنّ ما يعرف بـ “جيش تحرير أورومو” هو عبارة عن جماعة منشقة عن “جبهة تحرير أورومو”، وهي جماعةٌ معارضة كانت محظورةً في السابق، وعادت من الخارج بعد أن تولّى رئيس الوزراء آبي أحمد السلطة عام 2018.
تعليق