الدهر لا يطال العزيمة والطموح .. سيدة سودانية تبلغ 70 عاماً تتقدم لامتحان الثانوية لتحقق حلمها
في مدرسة النهضة بمدينة القضارف شرقي السودان، جلست سيدة سودانية تبلغ من العمر حوالي 70 عاماً "زهرة حسن إدريس"، وسط طالبات في مقام حفيداتها، لتخطف الأضواء بشكل لافت، بعدما ظهرت ضمن الطلبة الجالسين لامتحان الشهادة الثانوية في البلاد. وهي تعمل بهمة لمنافستهن وتحقيق حلمها لإتمام التعليم الذي ظل يراودها لعقود بالحصول على مؤهل جامعي، في مشهد ملهم يؤكد أن العزيمة والطموح لا تطالها آفة "الشيخوخة".
وقالت "زهرة" في تصريحات إنها تتطلع للحصول على نتيجة جيدة في امتحان الشهادة الثانوية تفوق الـ80% حتى تؤهلها للالتحاق بكلية علم النفس والاجتماع جامعة الخرطوم، حيث كان دافعها الأساسي لاستئناف تعليمها بعد كل هذا العمر هو الرغبة في تغيير المجتمع والقضاء على كثير من الظواهر السلبية، وتمتحن زهرة إدريس الشهادة الثانوية وهي المرحلة المؤهلة للجامعة في السودان، ضمن المساق الأدبي - قسم الفنون، وقد أظهر مهارات بارعة في هذا المجال، بحسب أحد معلميها.
حلم السنوات لأواصل دراستي
وقُطع تعليم "الحاجة زهرة" دون رغبتها ومن ثم تزويجها، وهي عادة درجت عليها كثير من المجتمعات السودانية، وقد أنجبت 9 من البنين والبنات وحرصت على دراستهم وتمكنوا من حمل شهادات جامعية في مجلات مختلفة، وفق روايتها. وأضافت: "ظللت كل هذه السنوات في حلم مستمر بأن أواصل دراستي، وتمكنت من الالتحاق بمدرسة النهضة الثانوية للبنات العام الماضي لكن لظروف مرضية لم نجلس للامتحان، فنحاول هذه السنة آملة من المولى عز وجل التوفيق والنجاح".
وتابعت: "وجدت دعم كبير من عائلتي وإدارة المدرسة، في المقابل هناك من حاول إحباطي وقتل عزيمتي بأني وصلت نهايات العمر وقد أموت، لكني لم أكترث لهذه الفئة وسوف أمضي حتى تتحقق رغبتي وحلمي".وتشير إلى أنها وجدت بعض الصعوبات في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات لكن عملت على تقويتها من خلال مراكز خاصة وأيضاً في مدرستها.
رسالة الى النساء
من جهتها، قالت مديرة مدرسة النهضة الثانوية، إخلاص عبد الرحمن، إنها قامت بتسجيل "الحاجة زهرة" وأدخلتها الفصل الدراسي مع الفتيات مع التنبيه عليهن بمراعاة فارق السن، والالتزام بالواجبات تجاهها ومساعدتها ومعاونتها، وشددت مديرة مدرسة أن "زهرة" تتمتع بطموح عالي وهي مبدعة في مجال الفنون، لكنها تواجه صعوبات بمواد اللغة الإنجليزية والرياضيات بسبب للانقطاع فترة طويلة عن الدراسة، وقالت: "فكرتها داعمة للفتيات الاتي اقتطعن التعليم وفضلن الزواج اَو الجلوس في البيت، وتحطمت رغبتهن ستكون هذه بمثابة رسالة لهن لإحياء عزيمتهن"
تعليق