الشاعر السوداني محمود الجيلي ومحمد الكامل يتألقون في أمسية ببيت الشعر بالشارقة
نظَّم «بيت الشعر» بدائرة الثقافة في الشارقة، أمسية شعرية صادحة بحديث الأنهار من النيل إلى بردى، جذبت أصداؤها حضوراً كبيراً، امتلأت به ساحة البيت. واحتفت بالشعراء:د. محمود الجيلي، من السودان، ومحمد الكامل من سوريا.
وبحضور محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة، والشاعر محمد عبد الله البريكي مدير البيت. وقدمها وشارك فيها الشاعر حسن أبو دية، الذي رحّب بالجمهور والمشاركين، وشكر القائمين على البيت، مشيداً بجهودهم في رفد الساحة الشعرية بالجديد دوماً، في القصائد أو الوجوه الشعرية.
وتجلّى الحب في القصائد التي شدا بها شعراء الأمسية، مصطحباً مشاعر الفقد والغياب، وتنوعت بين ثنائية الشدو للحبيبة والحنين إلى الوطن، تلك الثنائية الموضوعية، التي تحتضن بين ضفتيها إلهام الشعراء، وتتجلى بين يديها أجمل إبداعاتهم.
افتتح القراءات الشاعر محمود الجيلي، للحديث عن حبيبة أطلت شمساً في سماء قصيدته، فلا هو يطالها، ولا هي بنازلة من تيه عليائها إليه، يقول:
أطلّ من المشـــارق وجــه ميّ بنورٍ مثـلـــما شمــسُ الضُّحَيّْ
فوا أســفي إذا هي عارضتني ويا بشـــراي إن نظـــرتْ إليّْ
تلاه الشاعر محمد الكامل، الذي شدا للغياب، مناجياً محبوبته التي يبكي فراقها، ويصف حياته من دونها في أبيات يحتشد فيها ألم الذي لا يتخلله عتاب، بل ثقة بعودة المحبوبة، ما يشفّ عن فراق قسريّ حكمته الأوضاع والأقدار، يقول:
مُذْ غِبتِ ودَّعتِ الحياةُ صفاءَها والشَّمسُ لا تقوى على الإشراقِ
مُذْ غِبْتِ عرسُ النَّاي أصبحَ مأتماً مُذْ غِبْتِ بيعَ الحُزنُ في الأسواقِ
اختتم القراءات الشاعر حسن أبو دية، الذي افتتح قراءته بالشدو للغربة، واستلهام ثنائية الحياة والموت، التي تغفو بين أجفانها الأحلام، ويورق العمر على ضفافها، يقول:
قد كنت أرنو للحياة صبابةً أتخمت جوف الأرض بالكلماتِ
حتى رأيت الحلمَ يقرب خطوةً فتراجعتْ بين الورى خطواتي
أضحت دروب العمر محضَ خرافة وتبعثرتْ بين المدائن ذاتي
وفي الختام، كرَّم محمد القصير الشعراء ومقدّم الأمسية.
تعليق