تصاعد إصابات حمى الضنك يثير القلق في السودان
لعقود طويلة كافح قطاع الصحة العامة في السودان،،والتصاعد في الاصابات بالأمراض التي ينقلها البعوض - مثل حمى الضنك والملاريا ، إذ يتركز أفضل المستشفيات تجهيزا في السودان في العاصمة الخرطوم، لذلك تعتمد المستشفيات في المناطق النائية على المشروعات الصحية الممولة من مانحين، مثل حملات التطعيم، وتحسين مرافق المياه والصرف الصحي.إلا أن تدفق المساعدات هذا توقف إلى حد كبير.
في أواخر الخريف اعتقدت طبيبة شابة في أحد مستشفيات شمال كردفان أن ما تراه هو تفش جديد للملاريا. إذ كان المرضى الذين وصلوا إلى المستشفى غير المجهز الذي تعمل به يعانون من أعراض شبيهة بالملاريا: ارتفاع في درجة الحرارة، وإرهاق عام، وما يشبه الصداع النصفي.
لكن بعد نقل عينات الدم إلى مختبر في الخرطوم، أثارت النتائج مزيدا من القلق. كان بعض المرضى مصابين بالفعل بالملاريا التي تسببها طفيليات، لكن آخرين كانوا مصابين بحمى الضنك، التي تتشابه في الأعراض مع الملاريا، لكنها تنتج عن فيروس. وإن لم يتم علاج الإصابة الشديدة بحمى الضنك، فقد يؤدي المرض إلى فشل الأعضاء، وفي النهاية إلى الوفاة.
وقالت الطبيبة الشابة إن المستشفى يفتقر إلى الوسائل الضرورية والأساسية لعلاج حمى الضنك ووقف تفشيها، مضيفة "كان على المرضى إما الاستلقاء على الأرض أو إحضار أسرتهم إلى المستشفى". وفي حين أن الملاريا شائعة إلى حد ما في وسط وجنوب السودان، إلا أن حالات تفشي حمى الضنك على نطاق واسع، نادرة.
لكن في نوفمبر وديسمبر الماضيين انتشرت حمى الضنك في 10 من ولايات من إجمالي 18 ولاية بالبلاد، ما أدى إلى وفاة 36 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 2200، وفق وزارة الصحة السودانية. إلا أنه من المرجح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير، نظرا لمحدودية الاختبارات.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن عدة عوامل أسهمت في تفشي حمى الضنك بالسودان، أهمها غياب البنية التحتية اللازمة لمراقبة الأمراض، والفيضانات العارمة التي استمرت من أغسطس وحتى أكتوبر. وقد وفرت المياه الراكدة مواقع تكاثر مثالية للبعوض، ما اسهم في انتشار المرض.
تعليق