مساعٍ محمودة من السعودية ومصر لإنقاذ الخرطوم
لا تزال السعودية ودول الجوار، مهمومة بقضية السودان، خصوصا منذ اندلاع الحرب بين الجيش و الدعم السريع، في منتصف أبريل 2023، حيث لا تتوقف الجهود السعودية الدبلوماسية والإغاثية لإنهاء الأزمة.
ومنذ أيام، تمكن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مطلع الأسبوع الجاري، من توزيع 600 حقيبة إيوائية في محلية مروي بالولاية الشمالية بالسودان، استفاد منها 3.056 فرداً من الأسر الأكثر احتياجًا المتضررة من السيول والأمطار الغزيرة، وذلك ضمن مشروع تقديم مساعدات إيوائية عاجلة إلى السودان.
يقول السماني عوض الله، المحلل السياسي السوداني: “تكثّف الرياض جهودها، بمعاونة الولايات المتحدة ومصر، محاولةً الوصول بطرفَي القتال (القوات المسلحة السودانية والدعم السريع) إلى وقف لإطلاق النار، وإبرام تسوية سلمية للصراع الدامي الذي خلّف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين النازحين”.
ويضيف عوض الله، في حديث لجريدة”الوئام”: “نجحت السعودية، بفضل جهودها السياسية والدبلوماسية المكثفة، في توقيع إعلان جدة (11 مايو 2023)، بعدما جمعت طرفي الأزمة على طاولة التفاوض، والذي لو نُفِّذت بنوده من قبل الجيش والدعم السريع لاختلف الوضع كليا عمّا يشهده السودان من تفكك واضطراب وقتال واسع حاليا”.
المحلل السياسي السوداني يوضح: “كما واصلت السعودية مساعيها الدؤوبة لإنهاء الأزمة السودانية، عبر مشاركتها في المفاوضات التي عقدت في جنيف بشأن السودان، ونتيجة لأهمية مخرجات ‘منبر جدة’، يرى الجيش السوداني أن ‘المنبر’، وما أفرزه من تفاهمات واتفاقات، السبيل الأقرب والأفضل لإنجاز وقف إطلاق النار والوصول لاتفاق سلام، هذا بالإضافة إلى الجهود الإنسانية والإغاثية المستمرّة لإنقاذ حياة عشرات الآلاف من السودانيين في مناطق الصراع”.
ويختتم عوض الله حديثه مشيرا إلى أنه “لا يمكن إغفال الدور المصري الذي يعد حلقة دعم واسعة لجهود السعودية وكل طرف راغب في السلام ويسعى لإنهاء الأزمة السودانية باتفاق سلمي، إذ لا تتوقّف جهود السعودية ومصر، ولا تيأس الدوائر السياسية والدبلوماسية في البلدين من دعم الملف السوداني، والعمل على حثّ أطراف الأزمة على التحرّك نحو إنقاذ “البلد العربي الكبير” من دوّامة الحرب وإيقاف نزيف الدم وإسكات صوت البنادق المستمرّ للعام الثاني على التوالي”.
تعليق