حمدوك : تحالف “تقدم” مع “دقلو” هو “دعاية ينشرها الجيش”
قال رئيس الوزراء السابق ورئيس تنسيقية “تقدم”، الدكتور عبد الله حمدوك، في حديثه مع جريدة “فايننشال تايمز”، من أن التحالف القائم بين “تقدم” و”حميدتي” يعد مجرد دعاية تروجها القوات المسلحة. وأكد حمدوك أن هذا التحالف لا يعكس الواقع السياسي في السودان، بل هو محاولة لتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام.
أشار حمدوك إلى أن انزلاق السودان نحو العنف قد يؤدي إلى تعزيز وجود الجهاديين في المنطقة. وأوضح أن الوضع الراهن يهدد الاستقرار الإقليمي، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تفشي العنف وتداعياته السلبية على الدول المجاورة.
كما حذر حمدوك من أن استمرار الحرب الأهلية في السودان قد يؤدي إلى تمدد الصراع إلى منطقة الساحل، مما يجعل البلاد أرضًا خصبة لانتشار الإرهاب الإقليمي. ودعا إلى ضرورة التوصل إلى حل تفاوضي شامل يضمن استقرار السودان ويحد من المخاطر التي تهدد الأمن الإقليمي.حيث قال حمدوك من أن النزاع الاهلي العنيف الذي تعاني منه البلاد قد يؤدي إلى جعلها “بيئة مناسبة” لانتشار الإرهاب الإقليمي.
يصدر هذا التحذير في وقت تعاني فيه العديد من الدول الإفريقية من صعوبات كبيرة بسبب زيادة العنف المرتبط بالجهاد.أشار حمدوك إلى أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تضمن استقرار السودان هي إنشاء حكومة مدنية.وشدد على ضرورة القيادة المدنية في الحفاظ على وحدة البلاد وتفادي الانزلاق نحو الفوضى.
في ظل الأوضاع الحالية، يرى حمدوك أن تعزيز الحكومة المدنية هو الخيار الأفضل لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي يعاني منها السودان.يعكس هذا الوضع الضرورة العاجلة لاستعادة النظام الديمقراطي في البلاد لتحقيق مستقبل آمن ومستقر.قال حمدوك: “لقد تسبب الجيش في إفساد البلاد لأكثر من 50 عامًا، لذا لا يمكن أن تُعهد إليهم مسؤولية مستقبل البلاد”.
وأوضح أن تدهور الأوضاع في السودان نحو العنف يشكل خطرًا على تعزيز نفوذ الجهاديين في مناطق متفرقة من المنطقة.قال لصحيفة فاينانشيال تايمز: “أنا في حالة قلق كبيرة بشأن هذا الأمر”.وأضاف: “نظرًا لحدود السودان مع سبع دول، فسيصبح مكانًا ملائمًا لنشاط الإرهاب في منطقة تتسم بشدة الهشاشة.”
أعرب حمدوك عن مخاوفه من أن يؤدي التوجه نحو العنف في السودان، الذي استضاف أسامة بن لادن في التسعينيات، إلى ربط الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في منطقة الساحل بالجماعات الجهادية مثل حركة الشباب الصومالية في القرن الأفريقي وأيضًا بالحوثيين في اليمن.
انتقد حمدوك وأعضاء تقدم العملية، حيث أشاروا إلى أنه على الرغم من إمكانية استغلال ذلك لزيادة الضغط على الأطراف المتنازعة، إلا أنه لا يمكن التوصل إلى حل “مستدام” دون مشاركة السياسيين المدنيين.
تعليق