السفير هادرة يلتقي بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان
التقى وزير الدولة للشؤون الخارجية السفير هادرة أبرا اليوم بالسفير رمطان لعمامرة، المبعوث الشخصي لأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى السودان. ويأتي هذا اللقاء في إطار الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى دفع مسار السلام في السودان، في ظل استمرار الحرب الأهلية وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وقدّم السفير لعمامرة خلال اللقاء إحاطة شاملة حول نتائج زيارته الأخيرة إلى بورتسودان، حيث عقد سلسلة من الاجتماعات مع أطراف سودانية متنوعة، من مسؤولين سياسيين إلى ممثلين عن المجتمع المدني والفاعلين الإنسانيين. وتهدف هذه اللقاءات إلى استقصاء المواقف المختلفة وبحث فرص إطلاق عملية سياسية جديدة تتجاوز حالة الجمود الحالية.
وأوضح المبعوث الأممي أن الوضعين السياسي والإنساني في السودان يزدادان تعقيدًا وخطورة، مشيرًا إلى توسع رقعة النزاع وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين المتضررين. وشدد على أن الأمم المتحدة تعمل بالتنسيق مع شركائها لتأمين ممرات آمنة وتوفير احتياجات الغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين.
من جانبه، أكّد السفير هادرة أبرا أن الحل الحقيقي يجب أن يأتي من السودانيين أنفسهم عبر عملية سياسية شاملة تُبنى على ملكيتهم الكاملة لها، بحيث يتم دعمها من قبل المنظمات الإقليمية والدولية دون التدخل في خياراتهم. واعتبر أن أي تسوية لا تعبّر عن الإرادة الشعبية السودانية لن تكون قادرة على الصمود أو تحقيق الاستقرار الدائم.
وحذّر السفير هادرة من أن استمرار الحرب الأهلية لا يهدد فقط كيان الدولة السودانية ومؤسساتها، بل يُنذر أيضًا بتداعيات خطيرة على أمن المنطقة ككل، بما في ذلك زيادة تدفق اللاجئين، واتساع رقعة عدم الاستقرار في دول الجوار، وتنامي المخاطر الاقتصادية والأمنية على المستوى الإقليمي.
واختتم الجانبان اللقاء بالتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لدعم مسار السلام، وتعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والدول الإقليمية لتهيئة الظروف المناسبة للحوار بين الأطراف السودانية. كما شددا على أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، وضرورة توفير الدعم الإنساني العاجل للمتضررين كخطوة أساسية لوقف تدهور الوضع الإنساني.

تعليق