توافق مصري – ليبي على دعم التسوية السلمية في السودان
أعلنت الرئاسة المصرية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عقد لقاءً مهماً مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في القاهرة، في إطار المشاورات المستمرة بين البلدين حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. ويأتي هذا اللقاء في توقيت حساس تشهده المنطقة، مما يعكس حرص الجانبين على تنسيق المواقف وتبادل الرؤى تجاه الملفات الملحة وعلى رأسها الأزمة السودانية.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة، السفير محمد الشناوي، أن المناقشات شملت استعراضاً شاملاً لأحدث التطورات في السودان، وما آلت إليه الأوضاع الإنسانية والسياسية والأمنية هناك. وركز اللقاء على تقييم مسارات الأزمة الحالية، بما في ذلك تداعيات الصراع على دول الجوار وضرورة التعامل مع انعكاساته على الأمن الإقليمي، لا سيما أن استمرار التوتر يُنذر بمخاطر متزايدة على استقرار المنطقة بأكملها.
وأشار الشناوي إلى أن الجانبين اتفقا على أهمية تكثيف التحرك الدولي والإقليمي لإيجاد مخرج سياسي يحفظ للسودان سيادته ووحدة أراضيه. واعتبرا أن الحل العسكري لا يمكن أن يشكّل مخرجاً للأزمة، وأن الأولوية يجب أن تُمنح للحوار بين الأطراف السودانية المختلفة، بما يضمن وقف إطلاق النار وعودة مؤسسات الدولة للعمل بكفاءة وقدرة.
كما تناول اللقاء مسألة تعزيز الجهود المشتركة لمنع امتداد آثار النزاع إلى دول الجوار، سواء من خلال تدفق اللاجئين أو نشاط الجماعات المسلحة أو اختلال التوازنات الأمنية. وشددت مصر وليبيا على ضرورة دعم المبادرات التي تسعى إلى وقف التصعيد، وتنسيق المواقف داخل المحافل الإقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي.
وفي سياق متصل، تطرق الحوار إلى الملفات المشتركة بين القاهرة وشرق ليبيا، خاصة المرتبطة بالأمن الحدودي ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وأكد الرئيس السيسي والمشير حفتر أهمية مواصلة التعاون العسكري والأمني لمنع استغلال الفراغات الأمنية من قبل التنظيمات المتطرفة، ولتعزيز الاستقرار في ليبيا، مما ينعكس إيجاباً على الأمن القومي المصري.
واختُتم اللقاء بالتأكيد على استمرار التشاور بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة، وحرص مصر على تقديم كل أشكال الدعم الممكنة للحفاظ على تماسك الدولة السودانية ومنع انزلاقها نحو مزيد من الفوضى. كما شددت الرئاسة المصرية على أن استقرار السودان يمثل جزءاً أساسياً من استقرار المنطقة العربية والأفريقية، وأن القاهرة ستواصل مساعيها الدبلوماسية لتقريب وجهات النظر وتشجيع الأطراف السودانية على العودة لطاولة الحل السياسي.

تعليق