السودان يتمسك بـ"أراضيه".. ويطالب إثيوبيا باللجوء الى الخيارات القانونية المتاحة إقليمياً ودولياً
في بيان شديد اللهجة، رفض السودان "ادعاءات وإهانات" إثيوبيا في الخلاف الحدودي بين البلدين، مطالباً الأخيرة بالتصعيد إقليميا ودوليا.
وقالت الخارجية السودانية في بيان : "في ظل وجود مبعوث الاتحاد الأفريقي في الخرطوم لمحاصرة التصعيد، خرجت الخارجية الإثيوبية ببيان مؤسف, ينحط في وصفه للسودان إلى الإهانة التي لا تغتفر".
مسؤول سوداني : لن نتفاوض مع إثيوبيا على أراضينا
وتابع البيان أن الحدود السودانية الإثيوبية "لم تكن قط موضع نزاع إلى أن جاء إلى وزارة الخارجية الإثيوبية من يسخرها لخدمة مصالح شخصية وأغراض فئوية لمجموعة محددة، يمضى فيها مقامراً بمصالح عظيمة للشعب الإثيوبي".
وأضاف "إن كانت إثيوبيا جادة في ادعاءاتها المستجدة في أراضٍ سبق لها أن أقرت بسيادة السودان عليها، فإن عليها أن تمضي إلى الخيارات القانونية المتاحة إقليمياً ودولياً، لا أن تهدد الأمن الإقليمي والدولي".
وذكر البيان أيضا أن "السودان يؤكد سيادته على الأرض التي تناقض إثيوبيا نفسها وتدعي تبعيتها لها، ويشدد على أنه لن يتنازل عن بسط سلطانه عليها. بيد أنه يؤكد كذلك حرصه على تخطي الادعاءات الإثيوبية المستجدة وعودة إثيوبيا لاستئناف التزاماتها بالمعاهدات والمواثيق التي أبرمتها".
ومضى قائلا إن "إساءة بيان وزارة الخارجية الإثيوبية للسودان واتهامه بالعمالة لأطراف أخرى هي إهانة بليغة ولا تغتفر، وهي إنكار مطلق للحقائق".
وأوضح البيان ذاته: "تود وزارة خارجية السودان أن تؤكد، خلافاً لما ورد في بيان الخارجية الإثيوبية، أن كل فئات الشعب السوداني وقيادته عسكريين ومدنيين موحدة في موقفها ودعمها الكامل لبسط سيطرة السودان وسيادته على كامل أراضيه وفق الحدود المعترف بها والتي تسندها الاتفاقيات والمواثيق الدولية".
وطالب السودان "إثيوبيا بالكف عن ادعاءات لا يسندها حق ولا حقائق، بل يفندها الموقف الإثيوبي التاريخي التقليدي نفسه، ويدعوها إلى إعمال المصلحة العليا للشعب الإثيوبي الشقيق"، وفق البيان.
وأكدت الخارجية السودانية على "العلاقات والروابط التاريخية بين الشعبين السوداني والإثيوبي، وحرصها الشديد على استمرار وتنمية هذه العلاقات وتسخيرها لمصلحة مواطني البلدين".
ولم تصدر السلطات الإثيوبية ردا رسميا على بيان الخارجية السودانية حتى الساعة 9 بتوقيت غرينتش.
ونشبت التوترات بين السودان وإثيوبيا عقب إعلان الجيش السوداني انتشاره على حدوده الشرقية واستعادة أراض زراعية شاسعة كان يسيطر عليها مزارعون وعناصر إثيوبية طوال ربع قرن من الزمان.
وقابلت إثيوبيا هذه التحركات برفض قاطع، متهمة الجيش السوداني باختراق حدودها والاعتداء على المزارعين وأملاكهم، قبل أن تطالبه بالانسحاب.
وفشل الجانبان في التوصل إلى صيغة توافقية للدخول في مفاوضات بعد اجتماعين للجنة الحدود المشتركة بين البلدين.
تعليق