"يوميات نهر النيل الخالد".. وما لا نعرفه عن النهر
قبل أربع سنوات، أطلق "معهد غوته" في القاهرة مبادرةً موجَّهةً للصحافيّين والمصوّرين بعنوان "يوميات النيل"، تقوم على "رسم خريطة بصرية ومعلوماتية عن مجتمعات بلدان حوض النيل، وكسر الصُّوَر النمطية عنه واستكمال حكاياته المنقوصة"، مُشيراً إلى أنّ محتوى المبادرة لن يكون "مجرَّد صور جميلة، بل مشاركة حكايات معايشة حقيقية، مدعومة بالصُّوَر والأرقام الموثّقة، والدراسات، حتى يصلنا ما لا نعرفه عن هذا النهر العظيم".
يجمع المعهد الأعمال التي أُنجزت ضمن المشروع في معرضٍ يحمل العنوان نفسه افتُتح في الخامس عشر من الشهر الماضي ويتواصل حتى العشرين من أغسطس المقبل. فعلى مدار ثلاث سنوات، اشتغل تسعةُ مصوّرين وصحافيّين من بلدان حوض النيل - هي: السودان، وأوغندا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا، وبوروندي، وجنوب السودان، ومصر - على التقاط قصص عن التحدّيات المرتبطة بالنهر في بلدانهم؛ مثل التلوّث والتغيُّر المناخي والفيضانات ونقص المياه.
يَظهر النيل في المعرض ككائن حيّ ومتغيّر ومتقلّب، ضمن مفارقةٍ أساسية؛ فهو، من جهة، يُشكّل مصدراً للحياة؛ لكونه مورداً أساسياً للاقتصاديات المحلّية، من خلال الاعتماد عليه في مياه الشرب وريّ الأراضي وصيد الأسماك وتوليد الطاقة وغيرها، ومِن جهةٍ أُخرى يُشكّل مصدراً للخراب والدمار؛ حيث يتسبّب فيضانُه في إزهاق الأرواح وإغراق المحاصيل وتدمير المنشآت.
تحت عنوان "رحلة إلى الجذور"، عادت المصوّرة المصرية أسماء الجعفري إلى مسقط رأسها في مدينة إدفو بأسوان، أقصى جنوب مصر، لتنقل قصّةَ قبيلتها، والتي هاجر معظَم أبنائها إلى مناطق أُخرى وتخلّوا عن مهنة زراعة قصب السكّر على ضفاف النيل، بينما تجمع السودانية سمّية محمّد، في عملها الذي يحمل عنوان "ما بعد الفيضان"، أغراضاً من بيتها في قرية الجماير، والذي هدمته فيضاناتٌ اجتاحت ستّة عشر ولاية سودانية عام 2010، وخلّفت أكثر من مئة قتيل، إضافةً إلى انهيار آلاف المنازل وتضرُّر قرابة نصف مليون شخص.
يروي المعرض أيضاً قصصاً عن صعوبة الحصول على المياه النظيفة في جوبا جنوب السودان وغوما في الكونغو الديمقراطية، ونزوح السكّان في منطقة غامبيلا الإثيوبية بفعل الفيضانات الموسمية، وتغيُّر المناخ وتدهور النظام البيئي في جزيرة روزينغا الكينية التي يعتمد سكّانها على صيد الأسماك.
تعليق