طموحاتٌ مصريةٌ بالربط المائى بين مصر والسودان والدول الأفريقية
مشروع ممرّ التنمية "فيكتوريا – المتوسط" هو مقترحٍ مصريٍّ لتدويل نهر النيل وتحويله إلى "مجرى ملاحيّ دوليّ" بطول 2500 ميل / 4000 كم، يُمثل في جوهره رؤية مصر "قارة واحدة، نهرٌ واحد، مستقبلٌ مشترك"، الذي يرفع شعار "أفريقيا دون حدود"، إضافةً إلى كونه جزءاً من مبادرة طريق "القاهرة/الإسكندرية - كيب تاون"، الذي يأمل القائمون عليه ربط جنوب أفريقيا بشمالها تحت مظلة "الكوميسا" (السوق المشتركة لشرق أفريقيا وجنوبها)، انطلاقاً من مبدأ ربط اقتصادات دول حوض النيل بعضها ببعض، لتقليل حجم الخلافات بين دول الحوض النيل (11 دولة).
مقترح المشروع المصريّ تم إدراجه في قائمة المشاريع ذات الأولوية في برنامج البنية التحتية في أفريقيا، وطرحته مصر لأول مرةٍ في العام 2013، وتحديداً في ديسمبر 2013، وأطلقته الحكومة المصرية و"وكالة النيباد" حينذاك (الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا).
وأضاف صديق، أن الربط مع السودان من خلال بحيرة ناصر يمثل همزة وصل هامة للبلدين، حيث إن من مميزات الربط النهرى بين القاهرة والخرطوم، أن النقل النهرى كأفضل الوسائط لتخفيف النقل على الطرق عالية التكلفة الاستثمارية وحمايتها من الانهيارات السريعة تحت وطأة عدم احترام الشاحنات للتعليمات المرورية، وانخفاض التكلفة الاستثمارية لمنظومة شبكة للنقل النهرى بالمقارنة بالتكاليف الباهظة لإنشاء وصيانة الطرق البرية والسكك الحديدي.
و الاعتماد على النقل النهرى يكون له أثر ملموس وحل لتفاقم مشاكل ارتفاع الكثافات المرورية على ميناء قسطل وهو الميناء البرى بين مصر والسودان، ومن المنتظر أن تؤدى الخطط التنموية للعلاقات التجارية مع السودان إلى زيادة الطلب على نقل البضائع وسوف يتخطى هذا الطلب قدرات مرافق النقل المختلفة الأخرى كالنقل البرى والسكة الحديد ولذلك يجب أن تهتم الدولة باستخدام منظومة النقل المتعدد الوسائط «الطرق البرية والسكك الحديدية والملاحة الداخلية» مستفيدة من منظومة النقل النهرى المرتبطة بالموانيء المصرية الكبرى على البحر المتوسط، وهناك إمكانية الربط فى المستقبل بهضبة البحيرات.
ونوه بأن من المشروعات التى تمثل مستقبل التعاون بين مصر ودول حوض النيل، مشروع النقل عبر بحيرة فكتوريا للبحر المتوسط، ويشمل إنشاء طريق نقل بحرى عبر بحيرة فيكتوريا للمتوسط، وتدرس مصر مع بيوت خبرة عالمية هذا الملف، مما يجعل ربط النيل الشرقى بهذا المشروع، حيث سيمر المشروع القادم من فيكتوريا بالسودان لتستقبل أيضًا «ممر التنمية الشرقي» المقترح، أى المشروع القادم من إثيوبيا، وعليه تكون الخرطوم نقطة التلاقي، للمشروعين الإقليميين ممر التنمية الشرقى القادم من الأراضى الأثيوبية، ومشروع ربط بحيرة فيكتوريا بناقل بحرى للمتوسط.
وأوضح أن أهمية المشروع تكمن في تسهيل حركة التجارة مع أوروبا، كما أن هذا الممر الملاحى سيقرب ثقافات الشعوب المختلفة، فضلا عن الإسهام فى ازدهار المنطقة ورفع معدلات التنمية وخفض نسب الفقر، وهذه الفوائد والمميزات تتضاعف أهميتها فى حال الدول الحبيسة بالحوض، مثل جنوب السودان ورواندا وبوروندى وأوغندا، والتى ليست لها منافذ على العالم الخارجى سوى الطرق البرية، بما تشتمل عليه هذه الطرق من تحديات ومشقة.
تعليق