لا غذاء لا دواء.. مدينة كتم في دارفور أضحت منطقة كوارث!
مع استمرار الاشتباكات في الخرطوم وفي إقليم دارفور على السواء بين الجيش وقوات الدعم السريع، تتدهور الأوضاع بشكل متسارع في الإقليم الذي شهد تاريخا داميا من الصراعات. فقد أعلن والي شمال دارفور في السودان، نمر عبد الرحمن اليوم الثلاثاء أن مدينة كُتُم في الولاية أصبحت "منطقة كوارث إنسانية".
انتهاكات خطيرة في دارفور ونقص الغذاء والدواء
وقال بتعليق على صفحته في فيسبوك إن كُتُم "في حاجة لمساعدات عاجلة ولا تزال تشهد نزوح أعداد كبيرة من الفارين الذين يواجهون ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة من نقص في الغذاء والدواء ومواد الإيواء".
كما دعا المنظمات الإنسانية إلى "التدخل العاجل ومسارعة الخطى في تقديم مساعدات إنسانية للمتأثرين".وكانت مدينة كُتُم شهدت معارك عنيفة بين الجيش الدعم السريع في وقت سابق هذا الشهر أسفرت عن سقوط العديد من القتلى. فيما تشهد البلاد عامة منذ اندلاع الصراع منتصف أبريل المماضي بين الجيش والدعم السريع، وضعا إنسانيا وأمنيا كارثيا.
ذكريات أليمة
ويزخر إقليم دارفور الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.
فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيل، وأدت أعمال العنف لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين. ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فلا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.
وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسابيع.وأجج هذا الاقتتال الذي تفجر بين الجانبين منتصف أبريل الماضي، المخاوف من أن ينزلق هذا الإقليم مجددا في أتون حرب أهلية وقبلية.
تعليق