غرب كردفان تواجه خطر المجاعة بعد تلف واسع في المحاصيل الزراعية
في ظل تصاعد المخاوف من تفاقم الأزمة الغذائية في ولاية غرب كردفان، أفادت مصادر محلية بأن آفة زراعية ضارة اجتاحت مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالذرة الرفيعة، ما أدى إلى تلف المحاصيل في مراحل نموها الأولى، وسط تحذيرات من أن هذا الضرر قد يؤدي إلى تدهور حاد في الأمن الغذائي بين السكان الذين يعتمدون على هذا المحصول كمصدر رئيسي للغذاء. وأوضحت المصادر أن الهجوم الحشري استهدف الذرة الرفيعة وهي لا تزال في مرحلة تكوين البذور، مما تسبب في خسائر كبيرة للمزارعين الذين زرعوا في الفترات المتأخرة من الموسم الزراعي.
وأشارت إفادات محلية إلى أن المحاصيل التي تم غرسها في شهري مايو ويونيو وصلت إلى مرحلة الحصاد ولم تتأثر بشكل كبير، بينما تعرضت الزراعة المبكرة لأضرار جسيمة نتيجة انتشار الآفة. وخلال زيارات ميدانية إلى مناطق النهود وغبيش، رُصدت آثار واسعة لتلف المحاصيل، حيث أرجع المزارعون انتشار الحشرات إلى غياب المبيدات الحشرية وتأخر عمليات الزراعة، ما أتاح للآفة فرصة للتمدد دون مقاومة فعالة.
وتواجه ولاية غرب كردفان تحديات إضافية بسبب موجات النزوح الناتجة عن النزاع المسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما فاقم من هشاشة الوضع الإنساني في المنطقة. وتخشى المجتمعات المحلية من أن يؤدي تزامن النزاع مع الخسائر الزراعية إلى أزمة غذائية شاملة، في ظل تراجع الإنتاج وغياب الدعم الفني واللوجستي للمزارعين.
وفي ظل هذه الظروف، طالبت جهات محلية السلطات المختصة بالتدخل العاجل عبر توفير المبيدات الحشرية ودعم جهود إعادة الزراعة في الأراضي المتضررة، لتفادي اتساع رقعة الأزمة. وحذر مراقبون من أن استمرار تفشي الآفة دون تدخل سريع قد يؤدي إلى تأثيرات كارثية تمتد إلى مناطق أخرى، ما يهدد ملايين المواطنين الذين يعتمدون على الذرة الرفيعة كمصدر أساسي للغذاء والمعيشة.
تعليق