الحرب وتردي الوضع الاقتصادي أفسد فرحة العيد في السودان..
تعد مناسبة عيد الأضحى المبارك من المناسبات الهامة التي يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، وتعد الفرحة والسعادة هما الشعوران الذي يهيمنان على هذه الأيام المباركة. ولكن في ولاية النيل الأزرق، شرق السودان، تحولت فرحة العيد إلى حزن وفقدان بسبب الحرب وتردي الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه هذا الإقليم.
واستقبل المواطنون والنازحون في ولاية النيل الأزرق عيد الأضحى المبارك بمشاعر الحزن والاحساس بالفقد. وأوضحت الناشطة اسراء لراديو دبنقا عن استقبال إقليم النيل الأزرق لأعداد كبيرة من النازحين، حيث تم استضافتهم جميعاً في المنازل مع الأسر. وعبرت إسراء عن حزنها لتحول فرحة العيد إلى حزن وفقدان، حيث غلب على الإحساس بالعيد طابع الحزن للأسر والأماكن والممتلكات التي فقدوها بسبب الحرب.
وأشارت إلى أن الوضع الاقتصادي المتردي كان له تأثير كبير على العيد، حيث شهدت الأسواق إقبالاً ضعيفاً على الشراء بسبب انعدام السيولة، وكان هناك حالة هلع وخوف وسط المواطنين جراء انتشار شائعات وخطابات مفبركة بشأن رغبة مجموعة محلية في شن هجمات على مكونات أخرى كما حدث في وقت سابق.
على الرغم من ذلك، فإن مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض شهدت ترتيبات جيدة لعيد الأضحى، حيث ساهمت المنظمات الخيرية والجهات الحكومية في توفير الأضاحي في جميع مراكز الإيواء التي بلغ عددها 32 مركزاً. وقال عماد أحمد، عضو غرفة طوارئ كوستي لراديو دبنقا، إن إحساس الفرح بالعيد كان كبيراً بين النازحين على الرغم من المآسي التي مروا بها، مشيراً إلى نقص حاد في الأكسجين ونواقل الدم.
ويعد الحرب وتردي الوضع الاقتصادي من أهم الأسباب التي أفسدت فرحة العيد في ولاية النيل الأزرق، حيث تعاني الولاية منذ فترة طويلة من الحرب الدائرة في السودان والتي أسفرت عن وفاة وجرح العديد من الأشخاص، وتسببت في نزوح عشرات الآلاف من الأسر وتشريد الكثيرين منهم. كما أن تردي الوضع الاقتصادي جعل الأسواق تفتقر للسيولة وزاد من حالة الخوف والهلع التي تعيشها المنطقة.
من الواضح أن الحرب وتردي الوضع الاقتصادي لهما تأثيرات سلبية كبيرة على الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات، وأظهر ذلك تأثيرهما المباشر على فرحة العيد في ولاية النيل الأزرق. ولا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم وينمو بالشكل المطلوب في ظل وجود الحروب وتردي الوضع الاقتصادي، ولذلك فإن الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار وتحسين الوضع الاقتصادي يجب أن تكون ذات أولوية قصوى.
في الختام، يجب على الحكومات والمنظمات الدولية والأفراد العمل بجدية لإنهاء الحروب وتحسين الوضع الاقتصادي لتحقيق الاستقرار والسلام في المجتمعات المتضررة. وعلى الرغم من ما يمر به سكان ولاية النيل الأزرق، فإن الأمل في تحسين الوضع يبقى موجوداً، ونتمنى أن تعود فرحة العيد لتعم جميع المناطق المتضررة بالسلام والرخاء.
تعليق