عيد الأضحى في السودان: دعوات اممية لوقف العنف وحماية المدنيين..
بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الاشتباكات والحرب الدائرة في السودان، دعت بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس) إلى وقف القتال بين الجيش وقوات "الدعم السريع" خلال عيد الأضحى المبارك . وفي بيان صادر عن البعثة، أكدت أن عيد الأضحى يجب أن يكون تذكيراً بأن العنف يجب أن يتوقف، وأن المدنيين يجب أن يتم حمايتهم ويعيشوا في سلام، وليس في ظل الأهواء العنيفة للطرفين المتحاربين.
وتجددت الاشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في العاصمة الخرطوم، في اليوم الأول من العيد، على الرغم من إعلان هدنة من الطرفين. وحملت البعثة الأممية "الدعم السريع" مسؤولية "أعمال العنف ضد المدنيين والاغتصاب والنهب في المناطق التي تسيطر عليها بما فيها الخرطوم، والعنف الذي يستهدف المدنيين على أساس عرقي في (إقليم) دارفور (غرب)". وحمّلت الجيش "مسؤولة الهجمات في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، بما في ذلك القصف الجوي للمناطق السكنية في الخرطوم".
ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء القتال أولا في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ثم ارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلَّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 2.2 مليون نازح داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم.
تجدر الإشارة إلى أن السودان يعاني منذ فترة طويلة من الصراعات والنزاعات الدائرة في العديد من المناطق، وخاصة في إقليم دارفور غرب السودان الذي شهد صراعات عنيفة أدت إلى نزوح مئات الآلاف من السكان. وتسعى البعثة الأممية في السودان إلى دعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في البلاد، وتحث جميع الأطراف على وقف العنف وحماية المدنيين.
ومن المهم أن تتحرك المجتمع الدولي بشكل أكبر وأكثر لإنهاء النزاعات والصراعات الدائرة في السودان وضمان حماية المدنيين وتوفير المساعدة الإنسانية اللازمة. وعلى الطرفين المتحاربين أن يدركوا تداعيات الصراعات على الشعب السوداني والأضرار التي تلحق بالاقتصاد والتنمية، وأن يلتزموا بالحل السلمي للنزاعات.
علينا أن نؤكد على أن الحفاظ على السلام والاستقرار في السودان ليس مسؤولية الحكومة وحدها، بل يتطلب جهوداً مشتركة من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية والمدنية. وعلينا جميعاً أن ندعم الجهود الرامية إلى إنهاء النزاعات وتوفير المساعدة الإنسانية اللازمة للمتضررين، ونعمل معاً لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.
وفي النهاية، يجب أن يكون لعيد الأضحى دور في تذكيرنا بأن السلام والمحبة والتسامح يجب أن تكون مركز اهتمامنا، وأن الحرب والعنف والتطرف لا مكان لها في مجتمعاتنا. وعلينا جميعاً أن نعمل معاً لتحقيق السلام و الوئام.
تعليق